1_5-1

انتشرت مؤخرا حوادث العنف بصورة بشعة وقاسية، فبينما كنا نسمع عنها في الماضي القريب على فترات بين الفينة والأخرى، إلا أنها الآن أصبحت بشكل شبه يومي وتشمل فئات عمرية مختلفة، وقد تشكل مستقبلا سببا لهز كيان الأُسر ونشر الفوضى داخل المجتمع، ما يؤثر سلبا على أمنه واستقراره إذا لم تتخذ الخطوات اللازمة لردعها.
فمظاهر العنف أصبحت في مجتمعنا الكويتي منتشرة بصورة لا يمكن التغافل عنها، بعضها معروفة أسبابها وأخرى مجهولة، لذا وجب علينا التصدي لها ومعالجتها ولفت نظر المعنيين من الباحثين النفسيين والاجتماعيين لها وتحريك ضمائر ذوي الشأن لبناء قاعدة بيانات واضحة بأسبابها حتى تتضح لنا الصورة كاملة حول مدى حجم المشكلة وأسبابها وأبعادها، ومن ثم إيجاد الحلول لها وعلاجها بأقصى ما لدينا.
لا يختلف اثنان على أن للعنف بأنواعه وصوره المختلفة أثرا سلبيا على الفرد والأسرة والمجتمع، فعدم الاستقرار العاطفي والنفسي داخل الأسرة، الناجم عن العنف بين الأزواج، أو عنف الوالدين تجاه الأبناء والعكس، والعنف بين الأصدقاء والأقران، كل هذا يتسبب مع مرور الوقت في التأثير على الصحة البدنية والعقلية وينشئ العقد النفسية، ما قد تتفاقم على المدى الطويل إلى حالات مرضية وسلوكيات عدائية أو إجرامية وتمثل تهديدا لبناء الأسرة وتحول أفرادها إلى ضحايا للعنف.
وبالرغم من أننا أحوج ما نكون إلى الوقاية من هذه الآفة الخطيرة والتوعية الفردية والمجتمعية حولها، إلا أننا نجد أن هناك ضعفا في الثقافة العامة وتجاوب الجهات المعنية في التعامل مع قضية العنف وحالاته، ما أدى إلى خلق المبررات لها وإرجاع دوافعها ومسبباتها إلى أمور اجتماعية خاضعة للعادات والتقاليد والموروث عبر الأجيال.
لذلك، وجب توعية أولياء الأمور حول بعض السلوكيات العدوانية المرتكبة من قبل أبنائهم التي تنذر بضرورة معالجتها حتى لا تتطور، كالضرب والتعدي اللفظي على الغير وغيرها، فعدم تفهم الآباء للمراحل العمرية لأبنائهم يضعف مهارات التواصل معهم ويؤدي إلى اضطرابات نفسية تشعرهم بالنقص والحرمان العاطفي، لذا لا بد من دعمهم ومراقبة تصرفاتهم وتهذيب السلبي منها وتشجيع الإيجابي حتى ينعموا بحالة نفسية صحية وسليمة. إننا على يقين بأنه وبالوعي الفردي والأسري، وبالتعاون المجتمعي والمؤسساتي، نستطيع بهذا التضافر الرباعي تسليط الضوء على قضية العنف التي باتت تؤرقنا، ونوجد لها الحلول اللازمة والمناسبة والتي بها نحد من المشكلة قدر المستطاع حتى نتمكن من السيطرة عليها في قادم من الأيام.
فلنقف وقفة جادة، أفرادا وجماعات، نحصن بها أنفسنا وأبناءنا ونقي فيها أسرنا ونحمي من خلالها مجتمعنا من خطر التعرض الى العنف او مخاطره بكل صوره وأشكاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *