غنيمة كرم


بقلوب يملؤها الأسى وعيون تذرف الدموع على رحيل المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قائد العمل الإنساني ورجل السلام وأمير الحكمة وشيخ الدبلوماسية وعميدها الذي سطر خلال مسيرة حياته مرحلة حافلة بالبذل والعطاء والانجاز، كرسها لخدمة وطنه وأمته ودعم قضايا العدل والسلام في العالم والحفاظ على حقوق وكرامة الإنسان أينما كان.بوفاته رحمه الله فقدت الكويت والعالم بأسره علما استثنائيا ورمزا شامخا ، فصباح الأحمد مدرسة دبلوماسية ومنهجا خاصا قائم على الأفكار الحكيمة والآراء المتزنة والقرارات الإستراتيجية، فقد تميز كوزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء وأميرا للبلاد، واستطاع من خلال تقلده لتلك المناصب أن يرسم طريق النجاح والنجاة للكويت التي قادها بصغر حجمها وكبير شعبها ليصل بها إلى بر الأمان والاستقرار، فمآثره  وبصماته شاهدة عليه وتوجيهاته السديد ونصائحه الأبوية عكست عشقه لوطنه الكويت وأهلها، وابتسامته نشرت الطمأنينة وكلماته وأفعاله رسخت كل ما من شأنه حماية الكويت ومصالحها حفاظا على اللحمة الوطنية والأمن والأمان والسكينة، وبكياسته تخطت الكويت أدق الظروف وأخطر التحديات والتي لا تكون ألا بوحدة الصف وتضافر الجهود والإخلاص والعمل الجاد، فكان القائد الحكيم والربان الماهر، بذل جهده لحماية أمن الكويت وضمان كرامتها ورفاهية شعبها .أما على المستوى الخليجي فهو عمود الخيمة الخليجية وحاضن الوساطة وصاحب المبادرات الخلاقة لحل الخلافات بين الأطراف المتنازعة ، والتي وجدت قبولا انطلاقا من ثقتهم بسموه وحصافته وبنظرته الحيادية والإيجابية، فأكسب الكويت احتراما عربيا وإقليميا ، وأرسى دعائم السياسة الكويتية الخارجية، فدعم قضايا أمته وعلى رأسها قضية العرب والإسلام الأولى القضية الفلسطينية ، وكانت العديد من الملفات العربية في انتظاره، فاستطاع  بسياسته المتعقلة والحكيمة حلها بين الأشقاء بأدوات تتعدى الأدوات التقليدية لرأب الصدع والحفاظ على الأمن العربي و الإقليمي.أما على المستوى الأممي فهو قائد العمل الإنساني المثمر على المستوى العالمي  وصاحب الرسالة المتجددة بالعطاء والعمل الخيري والمساعدات الإغاثية واليد البيضاء التي امتدت لمعظم شرقا وغربا ، شهد له القاصي والداني بدوره الإنساني، وجعل من الكويت مركزا للعمل الإنساني تقف إلى الجانب الشعوب المحتاجة  فأصبح ذلك همها وشغلها الشاغل .وبهذا ترك أمير الإنسانية إرثا كبيرا من الإنجازات محليا وعربيا ودوليا وإنسانيا أصبحت نهجا تنتهجه الكويت حكومة وشعبا وسمة من سماتها وميزة لها. ترجل  الفارس .. حبيب الكويت وحكيم الخليج وسند فلسطين وقائد العمل الإنساني، صانع السلام، الأمير الحنون، والد الجميع الكبير قبل الصغير والرجل قبل المرأة.وداعا يا أبا ناصر.. إلى جنات الخلد جنات النعيم مع الصالحين وحسن أولئك رفيقا، وإنا لله وأنا إليه راجعون.
g.h.karam@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *