ما تشهده الساحة السياسية من صراعات، وإخفاقات في مواجهة وإدارة الأزمات، وفساد، وتضارب، وارتباك في اتخاذ القرارات، وضعف القدرة على إيجاد الحلول للكثير من المشكلات التي تعاني منها البلاد، مع غياب الرؤية المستقبلية الواضحة للمسؤولين، والنزاعات المستمرة بين المجلسين، كل هذا أدى إلى اهتزاز الثقة بين المواطن ومتخذي القرار، الأمر الذي تحول صداعا بات يؤرق الجميع.
الشعب يواجه منذ فترة ليست بقليلة مشكلات جمة نتيجة لتلك الصراعات، بسبب عشوائية الحلول غير المرضية، والخطط التنموية التي لم تثبت نجاحها، مما خلق اليأس في نفوس الكثير من أفراد المجتمع.
فالقرارات الارتجالية، التي تؤخذ في فترة زمنية قصيرة من قبل بعض المسؤولين في الدولة بشكل سريع ومن دون رؤية واضحة، أو دراسة مستفيضة، ومن دون الرجوع للمتخصصين، نتجت عنها أزمة خطيرة سيدفع ثمنها شعب وأجيال قادمة، بل وطن بأكمله. هذا كله يجعلنا نتساءل: هل كان اختيارنا سليما لمن يمثلنا داخل قاعة عبدالله السالم، والذي وجب عليه أن يدافع عن حقوق الشعب، أم أن هناك ضعفا فيمن يتم اختيارهم في المناصب القيادية العليا في الدولة؟
وبين هذا وذاك ضاع الوطن، ولا نعلم ما هو مصيرنا وما هو مستقبلنا.
فحالات الفشل المتكررة التي نشهدها في الآونة الأخيرة، وطبيعة التحديات الصعبة والصراعات التي نواجهها، جعلتنا نشعر باليأس والخذلان من صلاح الحال، فالأغلب يشعر أن الكويت لن تدوم، وهي التي كانت يضرب بها المثل أمام أشقائها بأنها دولة خير، وسلام، وإنسانية، وعطاء، ستنتهي لا محالة اذا بقي الوضع كما هو عليه.
أعلم أن كلماتي التي سطًرتها لا تُعبر عن شخصيتي المتفائلة، لكنني أشعر بالحزن والحسرة، وأشفق على وطني ممن يتعمد إيذاءه.
علينا أن نتقي الله في وطننا، ونحافظ عليه قدر استطاعتنا، ونتحدى كل الصعاب والأزمات لبقاء الكويت راسخة وقوية، فالكويت ستظل باقية راسخة في قلوب محبيها، وعقول أبنائها المخلصين، ولن نيّأس وسنحييها، وسنسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.