كثيرة هي التعريفات والحكم التي تحدثت عن الأم ودورها ومكانتها، تلك الكلمة التي تكتب بأحرف قليلة، لكنها تحمل معاني عميقة، وعن الأمومة كونها غريزة كرم الله المرأة بها واعتبرت من أسمى أنواع الغرائز التي حبا الله عز وجل الأم بها على الإطلاق، ومن أهم الخصائص في تكوينها الروحي والجسدي التي تمنحها القوة والطاقة لتساعدها على تحمل المسئوليات الجسيمة الملقاة على عاتقها على أكمل وجه.
إن الأمومة لغز غريب لا يفهمه العقل البشري، فهي منبع للحب والحنان، نراها تغرق أبناءها حبا وعطاء وتضحيات لا حدود لها، ونعجب من قدرتها على تحمل مشقة السهر والتربية بشكل يصعب وصفه، فهي كالشمعة بالبيت التي تحترق من أجل خدمة أبنائها، وما عصبيتها وتوبيخها لأبنائها إلا ترجمة لخوفها عليهم، فهي نبع للحب الحقيقي الاستثنائي الذي لا مقابل مادي أو معنوي له.
ورغم أن للأمومة دور إنساني ورسالة تقوم فيها كل امرأة بالفطرة، فإنني أتساءل باستغراب ممزوج بالألم، لماذا تغيرت المفاهيم السائدة قديما الخاصة بدور الأم كعامل أساسي في الأسرة، عندما كان الابن يجد الراحة والسكينة في حضنها عند الشدة والرخاء؟ كما أتساءل لماذا ينحرف الأبناء عندما تنحرف الأمومة عن القيام بدورها المطلوب في تشكيل البناء الداخلي والخارجي لهم، فهي منشأ للراحة والألفة في بنيان الأسرة ومصدر لسعادتها، أليست الجنة تحت قدميها ..؟ !
فهلا عادت كل أم إلى طبيعتها التي خلقها الله عليها ؟ ! ومنحت أبناءها ما يجب أن تمنحه لهم دون حدود أو انتظار لأي مقابل!! وما أحوجنا نحن الأمهات إلى أن نستذكر المكانة السامية التي خصنا بها رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم ” حيث سأله رجل، من أحق الناس بحسن صحبتي ورعايتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك”، ليصبح بر الأبناء بأمهاتهم واجبا دينيا عليهم، وفي المقابل ما أحوجنا نحن كأمهات أن نكون جديرين بهذه المكانة التي كرم الله بها المرأة، وبهذه الكلمة ذات الأحرف القليلة.