نحن نستحق التقدير

الكويتيون، وخاصة الشباب منهم، شعب تافه ومترف شعب غير مسئول يعيش بلا هدف ولا طموح. عبارة نرددها وبطريقة تلقائية وبرمجنا عقولنا على الإيمان بها ونقلنا صورتها للخارج دون تعمد، ولكن هل هي الحقيقة؟ وإن كانت كذلك من السبب في ترسيخ هذا الاعتقاد ؟!

بداية، ليعذرني القراء الكرام على هذه البداية غير المتوقعة من كويتية مثلي، ولكن مهلا علي، واتركوا لي عنان التعبير بما يدور في مخيلتي. فمن القضايا الهامة والمؤثرة التي أومن بها، بل وتبنيت الدفاع عنها سواء في حياتي الاجتماعية أو من خلال كتاباتي في المجلة، هي محاربتي لتغيير هذا الاعتقاد الخاطئ  في أذهاننا.

دعونا أولا نستطلع بعض النماذج من أفراد الشعب الكويتي لنتعرف على حقيقة الواقع، ونتلمس أطراف المشكلة،  فالمخترع الكويتي ( احمد الحشاش ) صاحب أفضل اختراع في العالم، وبسببه فازت الكويت بجائزة أفضل اختراع منذ تأسيس معرض جنيف الدولي للاختراعات الأشهر بالعالم قبل 33 سنة، لاختراعه سترة هوائية واقيه خاصة لراكبي الدراجات النارية تنتفخ فور انزلاق الدراجة المسرعة، و( أمير الياسين العلي ) مخترع نظام لتطهير البيئة من التلوث النفطي، و( صادق القاسم ) الذي اخترع جهاز يقيس يقيـس قوة فرامل السيارة لكافـة أنواع السيارات.

وهناك المخترع ( عبدالله اليتيم ) صاحب أفضل اختراع والمتمثل بالمفاعل الكهروكيميائي الذي يحول مياه المجاري إلى مياه صالحة للشرب، وكذلك (وفاء الكاظمي) لاختراعها خلطة من الأعشاب الطبيعية لمعالجة مشكلات الجلد الناتجة عن الحروق، والمخترع (د. طارق البحري ) الذي دواء جديدا لمعالجة المشكلات الجلدية.  و د. علي دشتي و ظافر العصيمي وعلي العيدان و غيرهم الكثير في لوائح النوابغ والمبدعين والمخترعين.

إن الأسماء السالف ذكرها هم  كوكبة من الكويتيين النوابغ الذين أضاءوا الملتقيات والمعارض الأجنبية الدولية، فنالوا التصفيق والثناء والتكريم دوليا، وبمقابل ذلك حازوا على أسطر لا تتجاوز الخمس بالصحف المحلية وانتشار إعلامي متواضع، ومن بعدها دراسات حفظت بأدراج المسئولين ونسيانها للأبد.

إن الدول الكبرى تخصص ميزانيات هائلة على مشاريع مخترعيها، حيث توفر كافة الإمكانات التي يحتاجونها لتطوير اختراعاتهم واستثمارها، فماذا فعلنا نحن؟! هل الكويت دولة فقيرة بحيث لا تستطيع أن تقوم بما قامت به هذه الدول؟! وما الذي تنتظره منهم أكثر مما قدموه لتقدم لهم الدعم المطلوب، وتتبنى اختراعاتهم تلك؟ وهل من المنطق أن تكون الأولوية لدعم البحث العلمي لبعض الجامعات الخارجية على حساب أبناءنا وبناتنا، أم أن دعم مبدعيها ومخترعيها يأتي عبر تشجيعها ودعمها للبحث العلمي في الجامعات الأجنبية، ومتى ستثق الدولة بأبنائها وتجعلهم يشاركون في نحت حضارة الدولة وبناءها ورفع اسمها عاليا، أليسوا جديرين بالثقة، خصوصا وأن جوائز الأوسكار وشهادات التقدير تشهد بذلك؟؟ أم المطلوب أكثر من ذلك ؟؟!

أليسوا هم أنفسهم الذين برعوا خلال أزمة الغزو الغاشم، وغيرها من الأزمات و في كافة المجالات ونفوا صفة الترف والدلال عنهم، وأثبتوا أنهم جديرون أن ينهضوا بهذا الوطن والارتقاء به اقتصاديا واجتماعيا؟

تصوروا معي مستقبل الكويت لو استثمرت كل تلك المواهب والإبداعات خير استثمار، وتوفرت لهم الظروف المناسبة، وأتيحت لهم فرص تطوير إبداعاتهم، ألن يسهم ذلك في رقي الوطن وتقدمه؟ ألا يحقق ذلك خطوة نحو تحول الكويت من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة.

كيف تكون شعبا مترف بلا طموح بعد كل ما ذكر؟ أم أن هناك مشكلة عدم ثقة، وعدم إتاحة الفرص له ليثبت العكس ويدحض مثل هذا الاعتقاد. 

لقد آن الأوان بأن نثق بأنفسنا ونمحو الصفات التي ننعت أنفسنا بها حتى نستطيع أن نلغيها من أذهان المجتمعات الأخرى، آن أوان تعامل المسئولين الصادق النابع من الحس الوطني العميق، لنتمكن من اللحاق بمن سبقونا من الدول، بل والتفوق على بعضها، فشبابنا وشابتنا رهن الإشارة .

بعد كل ما سبق ، ألستم معي بأننا….. نستحق التقدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *