ها هي الأيام تمر سريعاً ويأتي فبراير شهر الأعياد الوطنية وتتزين به ديرتنا الحبيبة بأجمل مظاهر الفرحة من أعلام مرفرفة وإضاءات ملونة وفعاليات مختلفة ابتهاجاً وسرواً .
إلا أن الولاء للوطن والانتماء له والتغني والاحتفاء به ليست الهدية الوحيدة التي نقدمها لوطننا ، بل هناك العديد من الهدايا التي تعبر عن حبنا له وواجبنا نحوه ومنها تنبني المواهب الشابة واستغلال كل ما لدينا من كوادر فتية منتجة للوصول إلى التنمية الوطنية في كافة المجالات المختلفة التي تخدم المجتمع .
حيث تعد دولة الكويت من ضمن الدول الأعلى في التركيبة السكانية من حيث نسبة الشباب التي بلغت حوالي 70% حسب الإحصائيات ، هذا مع تأكيدنا على دور الدولة بكافة وزاراتها وقطاعاتها على تسخير كل الإمكانيات خاصة المعنية بالتنمية البشرية للوقوف بجانب الشباب الكويتي ومن أهمها وأبرزها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تلك المؤسسة الكويتية الرائدة التي تهدف لدعم التطور العلمي والتي تأسست عام 1976 ، بالإضافة إلى المراكز التابعه لها : ( المركز العلمي، ومركز دسمان لأبحاث وعلاج أمراض السكر، ومركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع ، و مركز جابر الأحمد للتصوير الجزيئي ).
إلا أننا بحاجة إلى المزيد والمزيد من تلك المراكز المشرفة التي تفخر بها بلدنا الحبيبة الكويت، ومما يدعونا إلى التركيز على تلك الفئة الشبابية وبالأخص فئة الموهوبين منهم سواء كانوا من الأسوياء أو من أصحاب الاحتياجات الخاصة .
فالموهوبون في بلدنا كُثر، فمنهم الموهوب ولا يعلم أنه موهوب وبحاجه لمن يكتشف تلك الملكة فيه، ومن هو موهوب ويعلم بذلك ولكن ليس لديه القدرة لتنمية موهبته ، ومنهم موهوب ولم يحصل على فرصة لإظهارها ، والبعض منهم حصل على فرصة ومثَل بلده الكويت في المحافل الدولية.
كل تلك الفئات بحاجة إلى مراكز تعمل على اكتشاف مواهبهم وترعى المميزين والمبدعين منهم بحيث توفر لهم البيئة والمناخ الملائمين الذي يساعدهم على إبراز تميزهم وإبداعاتهم ويعمل على تنميتها وصقلها، وإتاحة الفرصة لتحويل أفكارهم إلى إبداعات ملموسة ، بحيث يتم استثمار هذا العنصر البشري من خلال مجالات العلوم المختلفة والآداب والفنون بأنواعها بهدف رعاية تلك العناصر وتعزيز وصقل مهاراتهم وتطوير خبراتهم وتزويدهم بأحدث الوسائل التعليمية وتشجيع البحث العلمي وتقديم الجوائز المحفزة والدعم المادي لنشر الوعي العلمي وفتح قنوات مع المؤسسات المحلية والعالمية التي ترعى الموهوبين ، كل ذلك استثمارً لقدراتهم سعياً للوصول إلى المراكز العالمية ولرفع اسم الكويت في المحافل الدولية.
ولا مانع من تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الميدانية للدول الأخرى العربية والأجنبية للتعرف على آخر المستجدات النظرية والتطبيقية في هذا المجال، لزيادة الوعي والتعرف على حاجات هؤلاء الطلبة ومشكلاتهم لرعايتها عبر تطوير البرامج التربوية المختلفة والنظام التربوي بشكل عام وزيادة كفاءته عبر استخدام الأساليب الأكثر فعالية .
دعوة .. لاحتضان المواهب الشابة ويكون شعارنا رعاية الموهوبين في بلدنا، لانها ضرورة حتمية للتنمية الوطنية وبناء المجتمع.
فلنجعل من شهر فبراير شهر الأعياد الوطنية الغالية على قلوبنا شهراً نتبنى فيه المواهب الكويتية الشابة ونرعاها.