غنيمة ه

غنيمة حبيب: مطلوب هيئة عامة للوقاية المجتمعية ومعالجة الإدمان…نشر فى جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 5\7\2014

طرحت استشارية علاج الادمان ورئيس فريق دعم أهالي المدمنين وعضو مجلس ادارة الرابطة الوطنية للأمن الأسري الباحثة غنيمة حبيب، فكرة جدية وجديدة لمواجهة الأمراض المجتمعية الخطيرة، وذلك من خلال انشاء «الهيئة العامة للوقاية المجتمعية ومعالجة الادمان»، لتكون الجهة المنوطة بالعمل على مفاهيم الوقاية المجتمعية، ومكافحة الادمان في المجتمع، على ان تتبع الهيئة الديوان الأميري، أو مجلس الوزراء بشكل مباشر، مع اعتمادها على خطة استراتيجية طويلة المدى في وضع الأهداف والرؤية العامة، واستفادتها من الخبرات والتجارب والمدارس الأجنبية في المجال.


جاء ذلك في طرحت ورقة العمل التي قدمتها الباحثة غنيمة حبيب ضمن فعالية «فلنتعاون على حماية أبنائنا من تعاطي المخدرات» التي نظمتها حملة السلام الوطنية بالتعاون مع الجمعية الكويتية لحقوق الانسان، وأشارت فيها الى وجود 200 مليون زبون يتعاطون المواد المخدرة حول العالم، وأن سوق المخدرات يستنزف سنويا 300 مليار دولار، وتؤمن بوليفيا وكولومبيا والبيرو كامل الطلب العالمي من سموم الكوكايين، وتنتج أفغانستان ما يزيد عن %80 من مشتقات الافيون.


وتناولت ورقة العمل مجموعة من الأسباب الحقيقية للأمراض المجتمعية، كغياب الرؤية المستقبلية الوطنية، وعدم وجود هدف واضح للشباب للكويتي، بالاضافة الى قصور برامج التوعية وعدم استمراريتها، كما ان انتشار العديد من المفاهيم الخاطئة حول الادمان يؤدي الى زيادة المشكلة وانتشارها، وأول الخطوات هي ضرورة تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة، فالادمان ليس جريمة، وانما مرض يحتاج الى علاج يتضمن ثلاث جوانب جسدي وعقلي وروحي، كما ان علاج الادمان يحتاج الى جهود متواصلة حتى لا ينتكس المريض ويعود مرة أخرى الى تعاطي المخدرات.


ثم انتقلت الباحثة الى قصور برامج التوعية، نظراً لأنها تتم على فترات قصيرة وغير مستمرة، وتهدف الى معالجة العرض ولا تعالج المرض، لذلك فالخطوة الأولى ان تكون هناك رؤية شاملة للوقاية ومعالجة الأمراض الاجتماعية بشكل عام، بدلاً من التركيز على مشكلة واحدة كالادمان وغيره، لذا فالأسلوب الأمثل كما تقول غنيمة حبيب «هو ضرورة العمل على بناء التماسك الداخلي للفرد» وأن تقوم الأنظمة التربوية والمجتمعية على التنشئة الصحيحة والقوية للشخصية، مما يجعل الشباب قادر على مواجهة الصعوبات والتعامل مع الأزمات واكتسبا الخبرات من خلال المواقف المختلفة.


وخلصت ورقة العمل الى مجموعة من التوصيات الفعالة في مجال الوقاية المجتمعية ومعالجة الادمان حيث دعت الى ضرورة ان تتصف حملات التوعية بالتخطيط الدقيق، والاستمرارية والمتابعة، مع ضرورة ان تعمل حملات الوقاية على معالجة الأسباب الحقيقية لمشكلات الادمان، كما أشارت الباحثة الى ضرورة مساهمة مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز دور الوعي، من خلال القراءة والتوعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، واقامة المحاضرات التوعوية بشكل دوري وبأساليب مبتكرة وفعالة ومناسبة للجمهور، وضرورة سعيها في نشر ثقافة التطوع، وزيادة التماسك الاجتماعي، وتقوية مفاهيم الانتماء وايجاد أهداف واضحة في حياة الشباب.


ودعت الباحثة غنيمة حبيب الى منح التراخيص لانشاء مصحات لعلاج الادمان بالكويت، وضرورة بناء المناهج التربوية على أساليب المشاركة والتفاعل، بدلاً من أساليب الحفظ والتلقين، مع قيام وسائل الاعلام بدور تنموي واضح وممنهج ومترابط وقائم على أفكار وأسس صحيحة، ينبع من رؤية استراتيجية واضحة المعالم ومحددة الخطوات والتوقيتات، لمواجهة قضية الادمان والمخدرات، وغيرها من الأمراض المجتمعية.


أما أبرز التوصيات والمقترحات فكانت انشاء «الهيئة العامة للوقاية المجتمعية ومعالجة الادمان»، لمكافحة الادمان في المجتمع، وأن تكون الهيئة تابعة للديوان الأميري، أو مجلس الوزراء بشكل مباشر، وأن تكون الجهة المنوطة بتخريج واعتماد استشاري الادمان في الكويت، على ان يتضمن هيكل الهيئة أطباء واستشاريين في علاج الادمان، واعلاميين واستشاريين نفسيين، ليشكلوا فريقا متنوعا ومتكاملا وقادرا على وضع خطة استراتيجية طويلة المدى بأهداف واضحة ومحددة، وتطبيقها على أرض الواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *