تكاتف

تم بحمد الله تنفيذ كافة برامج حملة تكاتف الوطنية لتعزيز التماسك الاجتماعي للتوعية من مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية التي أطلقتها قبل ستة أشهر الرابطة الوطنية للأمن الأسري “رواسي”، وقد شهدت الحملة تفاعلا كبيرا من جميع شرائح المجتمع الكويتي، حيث لاقت اللقاءات حضورا واسعا ومشاركة من المختصين والمهتمين بما يتعرض إليه شبابنا من أخطار محدقة بمستقبلهم ومجتمعهم.

وقد شملت الحملة الدعوة للتوقيع على عريضة مطالب من شأنها أن تساعد المدمنين وأسرهم، حيث كان مطلب السماح للمختصين من القطاع الخاص بإنشاء مصحات في الكويت من أبرز  تلك المطالب وأهمها،  إذ نشهد الكثير من أسر المدمنين وقد أنهكتهم مصاريف السفر للخارج بحثا عن العلاج، ذلك أن وجود مصح واحد في الكويت لا يستوعب الأعداد التي تشهد تزايدا عاما بعد عام.

كما احتوت العريضة دعوة المشرعين وأصحاب القرار إلى ضرورة النظر في القوانين الخاصة بالمدمن وتعديلها بما يتناسب مع طبيعة المرض، آخذين بالاعتبار أنجح السبل للتعامل معه كونه جزءا من ثروتنا البشرية التي نحرص على الحفاظ عليها.

وكانت الحملة تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بسبل التعامل مع المدمن، وتثقيفهم بالآثار السلبية الناجمة عن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وما يمكن أن يتعرض إليه المدمن من خسائر نفسية واجتماعية وصحية ومادية وغيرها من الخسائر، وعالجت الندوات وورش العمل والمحاضرات والدراسات التي تناولناها بنادي “اقرأ مع رواسي” لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة فيما يخص الإدمان وطبيعته، موضحة إمكانية التعافي من الإدمان كونه مرضا، بالإضافة إلى تغطية الموضوع  بالكثير من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية.

وقد كانت نتائج الحملة تشير إلى تحقيق نسبة عالية من النجاح لدى عدد كبير من أفراد المجتمع، الذين قاموا بدورهم في الثناء على الحملة والرابطة الوطنية للأمن الأسرى ومباردتها والقائمين عليها.

وقد كان لافتا رغم تحفظ الكثير من أفراد المجتمع العدد الذي أبدى استحسان مطالب العريضة والتوقيع عليها والذي بلغ عددهم “١٠٠٠” شخص، وأكد الموقعون بأن هناك حاجة ملحة لتنفيذ مطالب العريضة، نظرا لكون الكثير من الأسر تتوقف في منتصف طريق العلاج بدوافع اقتصادية، فالعلاج بالخارج مكلف جدا ناهيك عن تكاليف السفر والإقامة ومصاريف المرافقين ومعاناتهم.

وكوني لا أشك لحظة بأن أعضاء مجلسي الوزراء والأمة لم يتوانوا لحظة عن تقديم ما هو أفضل لأهل الكويت عامة وأسر المدمنين بشكل خاص، فإنني أناشد أعضاء المجلسين بالنظر في مطالب العريضة والقيام بإحالتها للمختصين لدارستها للوقوف على جدواها.

وآخر القول اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه، اللهم آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *