غنيمة_حبيب_كرم_رواسي_عدد_22

غنيمة حبيب
عضو مجلس إدارة الرابطة الوطنية للأمن الأسري (رواسي)

أتى موسم الأعياد الوطنية للعام الثاني على التوالي ولا يزال العالم يعاني من جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19 وظهور الفيروس المتحور منه) ، وما صاحبها من تبعات صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية، مما يجعل الاحتفال بالأعياد في ظل هذه الظروف الاستثنائية خاضع للكثير من الاعتبارات التي يجب مراعاتها لاحتواء الأزمة.
فوقت الأزمات هو الوقت الذي يجب أن يشهد أعلى درجات الإحساس بالمسؤولية الوطنية، فهي ليست مجرد تعبير إنشائي في أعياده بل هي اليوم واجب وطني، والانتماء للوطن هو ليس أن يكون لنا وطن ننتمي له فحسب ، بل يكون بالقيم الصالحة التي تُغرس في نفوس أبنائنا منذ الطفولة، فالوطن ليس قطعة أرض يقيم الإنسان عليها، بل هي روابط عديدة تربطه به حتى الممات، فحب الوطن من الإيمان، والمواطنة هي المفاعلة الوطنية والمشاركة الشعبية والمساهمة في نهضته من خلال الممارسة الفعلية للسلوكيات السليمة.
إن أزمة كورونا أظهرت مدى حاجتنا إلى التعاون والتماسك والتكاتف للمواجهة، فالجميع في سفينة واحدة وهي الوطن ، والكل يواجه خطرا واحدا وهو الفيروس ، وفي ظل هذه الظروف فإن التهاون واللامبالاة التي قد يتعامل بها البعض بغير وعي لفهم الأزمة ومدى خطورة الوباء الذي حصد ويحصد أرواح البشر كل يوم ، غالبا ما تعود بالضرر على صاحبها وتتعداه للآخرين، وتكون نتيجته كارثية وعواقبه وخيمة على الجميع .
فاحتواء الأزمة يتطلب إسهاما ومشاركة من الجميع أفرادا ومؤسسات ، ووقفة وطنية مطلوبة للنجاح في التصدي للعبور، ولا تكون الا بتحلي الجميع بروح الوطنية والإحساس بالمسؤولية ، فالسلوكيات المتبعة لابد أن تكون نابعة من منطلق ومشاعر تحكم وتوجه المواقف والتصرفات العملية لنا جميعا.
فلكل مواطن دورا هاما للتصدي للخطر والذي يتمثل في ثلاثة أمور:
أولا : يجب أن يكون على وعي تام ودراية بطبيعة الظروف التي تمر بها البلاد، ويدرك أن الوطن يمر بأزمة يمر بها العالم كله وهي ليست بالهينة أو السهلة لانها تتعلق بحياة الناس وبرامج التنمية وعجلة الاقتصاد.
ثانيا: التزامه بالتعليمات والتوجيهات والاشتراطات الصحية الصادرة من الجهات الرسمية المسؤولة وتوعية من حوله على الالتزام بها.
ثالثا: يجب إدراك أن المواجهة لا يمكن أن تنجح الا بالجهود المتضافرة من قبل الجميع ، والعمل يدا واحدة لدعم الجهود الحكومية، فمسؤولية المواطن لا تقل أهمية عن مسؤولية الدولة بجميع مؤسساتها.
إن المسؤولية والمشاركة هي القاعدة الأساسية للنجاح حتى تعبر كويتنا الحبيبة بسلام من هذه الازمة ، وهي أكبر ما يحتاجه الوطن في معركته مع الوباء ، فإيقاظ الوعي وإحياء مفهوم المسؤولية المشتركة بين الجميع بلا استثناء هو ما يضمن النجاة والسلامة للجميع.
فلنتحلى بالمسؤولية الوطنية حبا لوطننا الغالي الكويت، حرصا منا على صحة مجتمعنا وأفراده، وانتماء لهذه الأرض الطيبة تقديرا واعتزازا ، قياما منا بالواجب اتجاه الوطن ، وحفظا للنفس ودفعا للضرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *