لماذا الآن …؟!

أصبحت قضية الصراع بين السلطتين الشغل الشاغل للصغير قبل الكبير من أفراد المجتمع الكويتي، فالجميع أصبح يحمل هم هذا الوطن الحزين لما مر به من أزمات سياسية متلاحقة، ولا يخفى على أي منا بأن كل منها كانت كفيلة بأن تقضي على وطننا الغالي، والمصيبة أن ذلك يتم على يد بعض من أبنائها الذين لا هم لهم إلا تحقيق مآربهم الشخصية.

بعد أن كان البرلمان الكويتي يمثل الديمقراطية التي كانت عنوان رقينا ومثالا يحتذى بين الدول العربية الشقيقة، بات ساحة عراك وصراع دائم بين السلطتين، فلا برنامج حكومي يُعتمد ولا خطة تنموية تُنفذ، ناهيك عن الهدر المفرط للمال العام…. إلخ، وفي نهاية كل صراع يكون الحل  بحل للسلطتين وانتخاب وتشكيل جديدين.

بحسرة أتساءل، ما هو الحل ؟؟ هل الحل بالمطالبة بالحل غير الدستوري لمجلس الأمة، وتعطيل الحياة البرلمانية في البلاد، أم بتغيير منهجية تعاملنا مع أحداث المشكلة؟؟ إنني أرى كما سائر الكويتيين بأن الحل الأخير هو الأصلح والأنسب، مع البدء في البحث عن حلول جذرية لمعالجة الوضع.

لقد دأب الشعب الكويتي على اختيار الرجال لدخول قبة البرلمان، وهم يمنون النفس بأنهم سيشكلون مع الحكومة فريقا واحدا ويدا بيد لتحقيق تطلعاته من الأعمار والتنمية، ولكن للأسف أخفقوا . أخفقوا .. واخفقوا.

ومع الإعلان الأخير لحل لمجلس الأمة وبدء استعدادات المرشحين لخوض سباق المنافسة للوصول إلى المجلس، ظهرت تساؤلات الشارع السياسي الكويتي عن حظوظ المرأة الكويتية في الفوز بأحد المقاعد البرلمانية.

إن المرأة الكويتية أثبتت جدارة وقوة في العديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية، وتفوقت في بعض الأحيان على الرجل. كما وأنها خاضت العديد من التجارب السياسية خلال الفترة الماضية، وتابعت عن كثب ما يدور في أروقة المجلس، وأصبحت تمتلك الخبرة التي تؤهلها لخوض الانتخابات خاصة، لأنها كانت من اللواتي يطرحن قضايا الوطن بقوة وعقلانية وتمس في مجملها المواطن الكويتي الراغب في العيش الآمن، وهي من اللواتي يستطعن أن يشخصن المرض ويضعن أيديهن على موطن الداء، فيقنعن الرجل قبل المرأة  بفكرهن وثقافتهن.

كما إنها لا تعرف الممارسات الملتوية التي يمارسها بعض الرجال من تزييف أصوات وخيانات ومفاتيح انتخابية ودهاء ومكر سياسي مرفوضين، فهي أصدق من الرجل وتريد أن ينتخبوها لقناعتهم بها.

لقد جاء دورك أيتها الكويتية لتغيير الاعوجاج القائم، والأمل معقود إليك أنت، لاسيما وأنت الأم الحنون والمربية الفاضلة والمثقفة الواعية الحكيمة، وكما أن الأرض الكويتية خصبة ومهيأة لتزرعي بذور خبرتك وحماسك السياسي، ولتحصدي قطافا سياسيا يانعا مثمرا مشاركة مع أخيك الرجل في حمل المسؤولية الوطنية والمجتمعية، وفي صنع القرارات السياسية للأخذ بالبلاد إلى بر الأمان، والعمل على تأمين مستقبل الأجيال القادمة، وأنت بذلك بحاجة لتقديم نموذج إيجابي للمرأة الكويتية الجادة التي تستطيع أن تساهم في بناء المجتمع، وهذا تحد كبير لك في التعامل مع طبيعة المزاج العام السائد في المجتمع وطبيعته.

إن الوطن المحتضر بحاجة إليك، وكذلك الشعب الذي ينشد التغيير بل ومتعطش إليه، همه الأول أن ينعم بالاستقرار والأمان الذي افتقده مع وجود النواب الرجال الذين لا هم لمعظمهم إلاّ مصالحهم الشخصية فقط، أما آن لنا الأوان أن نجرب النائب المرأة، ونعطيها الفرصة لتظهر ما لديها وننقذ ما تبقى من كرامة هذا الوطن؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *