قدوتك … عنوان نجاحك

دائما ما نردد مقولة أن النجاح ليس في الوصول إلى القمة بل بالمحافظة على البقاء فيها، ولضمان تحقيق ذلك هناك الكثير من المبادئ التي يجب على الإنسان الأخذ بها، من أهمها تطبيق مبدأ الإقتداء، فالإقتداء غريزة فطرية في الإنسان جاءت من رغبتنا في المحاكاة واستعدادنا النفسي للتقليد، وهي تأتي تدريجيا في حياة الإنسان، حيث تبدأ مع كوننا أطفالا صغار نقلد آباءنا وأمهاتنا.

وتأتي أهمية وجود القدوة في حياتنا كونها تعتبر النبع الذي يجدد طاقاتنا في داخلنا، خاصة حين يتسرب اليأس إلى قلوبنا، فمن خلال تمعننا بالسير الذاتية لمن يشكلون قدوة لنا وبحثنا في حياتهم، وفي كيفية تعاملهم مع المشاكل التي يتعرضون لها يعود عندئذ الأمل إلينا مجددا، ونواصل تحقيق رسالتنا في الحياة، لذلك نرى أن الناجحين هم أكثر الناس دقة فـي اختبار قدوة لهم ينتهجون نهجها، ويسيرون على دربها، يقينا منهم  بأن ذلك سيكون سببا في نجاحهم، لأنها تشكل الحافز لبذل كل ما لديهم للوصول إلى مرتبة تلك القدوة.

 ولا يقتصر الأمر في مبدأ الاقتداء على الأفراد فحسب، بل يشمل الجماعات بشتى صورها، فقد تقتدي شركة بأخرى وتحذو حذوها في تطبيق سياسات نجاحها، فتحقق النجاح بل وتتفوق على بعض الشركات المنافسة لها والأمثلة على ذلك كثيرة، كما أن هناك بعض الدول تختار من الدول التي حققت نجاحا باهرا بإصرارها على التميز لتكون أنموذجا لها تقتدي بها، وتشكل ملهما لها نحو التقدم والازدهار.

ولعل  الكثير منا في حاضرنا لا يعرف كيف يختار قدوته، خاصة الأشخاص الذين لا يضعون نصب أعينهم أهدافا مجددة، لأن تحديد الهدف يساعد على اختيار القدوة المناسبة، التي يرى في نهجها ما يسهم في تحقيق أهدافه، فعملية الاختيار ليس بالأمر السهل، وصعوبتها تكمن في خشيتنا بألا يتوافق فكر الشخصية القدوة وإمكاناتها مع المقتدي بها، خصوصا في ظل التغيير القائم في المفاهيم والنظريات واختلاط المبادئ وغياب الكثير من القيم الدينية والاجتماعية لدى البشر، فيحدث الصدام الناجم عن رد الفعل السلبي والنتيجة العكسية المتوقعة، وما نلاحظه هذه الأيام من قلة الأخذ بمبدأ الاقتداء سواء من قبل أفراد أو مؤسسات أو حتى دول هو دليل واضح على صحة ما نقول. من هنا يبقى وجود القدوة في الحياة من الأمور المحفزة التي تجعل الإنسان يثابر للوصول لما يريد، ولذلك فإنني أدعو كل شخص ينشد القمة ويرنوا للريادة أن يبحث عن أنموذجه الخاص من العظام ليكون قدوة له في حياته حتى يصل إلى ما وصلوا إليه ومؤهلا ليكون في القمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *