ghanima_habib_karam_

اعتبرت استشاري علاج الإدمان بمركز نجاحات للاستشارت النفسية والاجتماعية غنيمة حبيب كرم، في تصريح لـ«الراي»، أن «القضاء على مشكلة المخدرات أو التقليل من مخاطرها هي مسؤولية مجتمعية، ولن تحل إن لم يتعاون جميع أفراد المجتمع لحل هذه المعضلة التي يعاني شبابنا وفتياتنا منها، بحيث أصبحوا فريسة سهلة لتجار المخدرات».

وتطرقت إلى مبادرة «تكاتف»، التي حصلت على ملكيتها الفكرية في العام 2017، وتمحورت حول ثلاث مراحل لحماية النشء من اتباع السلوكيات الخطرة، وتشمل 3 محاور كبرى:

1 – الوقاية

نظراً لأهمية الوقاية ودورها في حماية الأفراد والمجتمع من خطورة الإدمان، لا بد من الأخذ بمجموعة من الأهداف لتحقيق استراتيجية تعمل على تحصين الفرد وتزيد من تماسكه الداخلي، لتجعله قادراً على مواجهة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، فللفرد والوالدين والأصدقاء والمدرسة والتوجيه التربوي الدور الكبير في الوقاية وذلك من خلال 8 استراتيجيات، هي:

1 – تعزيز الإحساس لدى الفرد بقدرته على مساعدة نفسه، وبث الثقة وفتح مجال لتنمية مهاراته الحياتية.

2 – توفير بيئة وقائية داخل البيت لبناء ثقة الطفل بنفسه وبناء علاقات قوية داخله.

3 – تثقيف الفرد بالسلوكيات الخاطئة، كالعنف والخجل.

4 – إقناع الفرد بخطورة التعاطي، بالمناقشة والحوار وعمل دورات توعية عن الكحول والمواد المخدرة.

5 – مساعدة المدرسين على اكتشاف السلوكيات الإدمانية ومواجهتها بمناهج الوقاية.

6 – بث الثقة وفتح مجال التجربة لتنمية المهارات الحياتية لديه.

7 – التعاون بين المدرسة والوالدين لتشجيع الطلبة على الاشتراك في اللجان المدرسية ومساعدة الآخرين من أقرانهم.

8 – خلق سياسة الثواب والعقاب.

وشددت على دور «التماسك الداخلي الشخصي والاجتماعي، والإعلام، وتعديل اللوائح والتشريعات القانونية، في الوقاية من خلال برامج التوعية الروحية والثقافية»، مطالبة بـ«توفير برامج وقائية مكثفة لدى كل من الأسرة والمجتمع، ليس على مستوى الأفراد، بل على مستوى العمل المؤسسي القائم على الأسس العلمية المدروسة، وإشراك المدرسة ووسائل الإعلام بكل أنواعها في بث المعرفة الوقائية على مستوى واسع، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، وتكاتفها مع مؤسسات الدولة، وذلك ضمن استراتيجية واضحة ورؤية متكاملة من كل الجوانب، والبحث اجتماعياً عن عوامل من شأنها الحد من مؤثرات المشكلات الأسرية التي تكون غالباً منبعاً لسعادة الإنسان أو تعاسته».

وشددت على أهمية «مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني التي ينبغي لها أن تكون ذات فاعلية واضحة ومحددة في الإسهام في بناء الفرد وتعزيز تماسكه وكيانه الخاص، وألا يقتصر دورها على جانب التوعية النظرية فقط، بل لابد من الجانب التطبيقي من خلال البرامج والنشاطات والفعاليات التي تعزز من تماسك الفرد الداخلي».حوافز

ويتضمن محور الوقاية 4 أنشطة تحفيزية، هي:

1 – غرس الأشجار والاعتناء بها، لا أن نقول لهم بأن الأشجار مفيدة للبيئة فحافظوا عليها.

2 – أن نوكل للأبناء مهمة المحافظة على نظافة مقتنياتهم الخاصة.

3 – توفير البيئة المناسبة لهم ليصلوا إلى الحقائق بأنفسهم، لا أن نلقنهم إياها من دون إجراء عملي يؤدي إلى الفهم والاستيعاب والتفاعل.

4 – حثهم على البحث عن الحلول بأنفسهم تحت الإشراف والمراقبة.

تفريغ الطاقة

شددت حبيب على أنه «يتوجب علينا أن ندعم بناء الشخصية لدى شبابنا، من خلال ما يسمى ببرامج تفريغ الطاقة، حيث يمتلك الشباب طاقات عملاقة، وإن لم يتم توظيفها بشكل إيجابي، فمن الطبيعي أن تتجه إلى التفريغ السلبي، والعادات السلوكية الخاطئة، لذلك يجب استثمار طاقات هؤلاء الشباب في تقديم مساعدات فعلية وحقيقية لتطوير مجتمعاتهم وحل مشكلاتهم، وبناء علاقة بين الفرد والبيئة».

مهارات تعزيزية

يضاف إلى ذلك، ضرورة تعزيز مهارات الفرد عبر الخطوات التالية:

1 – التمتع بسمة الإيثار والتضحية والمبادرة.

2 – القدرة على اتخاذ القرارات والتحكم بالذات.

3 – القدرة على تكوين الصداقات والعلاقات الإيجابية مع الأفراد.

4 – امتلاك الأهداف والسعي لتحقيقها.

5 – تعزيز قيمة العمل التطوعي.

6 – فتح المجال للمشاركة بالرأي والتشجيع على الحوار.

2 – العلاج ولفتت حبيب إلى أنه «في هذه المرحلة يجب أن تكون جهود الدولة والأسرة والمدرسة ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني متكاتفة ومتعاونة لمساعدة المدمن لتخطي هذه المرحلة كل بمجاله ودوره، عن طريق العلاج مع فريق متخصصين بأساليب علاجية نفسية واجتماعية وسلوكية دولية متطورة».

3 – المتابعة

وتحدثت حبيب عن تلك المرحلة، قائلة «هي مرحلة المتابعة (منع الانتكاسة)، ونقصد بها برنامجاً نضع به المريض تحت المتابعة المستمرة، مع متخصصين وأطباء ومتخصصين نفسيين واجتماعيين وسلوكيين وغيرهم من ذوي الكفاءة والدراية والخبرة العالية بهذا النوع من الأمراض، ليعمل معهم ببرامج مناسبة، فضلاً عن دور الاعلام وأهمية تعديل القوانين والتشريعات لتتناسب مع طبيعة المرض وسمات وأهمية السماح للقطاع الاهلي لفتح المصحات في الكويت. ودعوتي للجميع لنحفظ أنفسنا وأبناءنا ومجتمعنا من مخاطر المخدرات بالوقاية التي هي خير من العلاج والتداوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *