(الكويتي سيفٍ مجرّب) الكثير منا شاهد وقرأ هذه العبارة المكتوبة في الإعلان المنشور وهو في طريقه على شارع الخليج العربي، وشاءت الأقدار أن ترينا مؤخراً دليلاً عملياً على صدق هذه الكلمات التي تكتب حروفها بماء من ذهب.
فبعد الأحداث المتسارعة لانتشار فيروس كورونا والذي وصفته منظمة الصحة العالمية بالجائحة وإعلانه وباءً عالمياً، هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة والذي أظهر ضعف البشر وعجز كبار الدول أمامه بل وأصبح أزمة عالمية رغم تطور تلك الدول علمياً وغناها اقتصادياً.
إلا أننا ولله الحمد والفضل والمنة في بلدنا الحبيب الكويت رغم صغر مساحته استطاعنا بفضل توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه إلى جميع القطاعات في الدولة بعدم ادخار أي جهد في سبيل التكاتف لتخطي هذه المرحلة ، وعمل الإجراءات الاحترازية المسبقة لتفادي الانتشار والحد منه ، واستجابة مجلس الوزراء لذلك وعمل كافة أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الصحة والداخلية والإعلام والتربية وغيرها من القطاعات والمؤسسات الحكومية والخاصة ، هذا فضلاً عن النشاطات الفردية التطوعية المشرفة من شبابنا الكويتي الذين شاهدناهم عبر وسائل التواصل أو قنوات التلفاز وهم يقومون بدورهم وواجبهم اتجاه وطنهم الغالي، حيث اندفعوا لحماية وطنهم من هذا الوباء فوجدناهم ارتدوا الملابس الواقية وهموا بتعقيم حاويات القمامة والشوارع في العديد من مناطق الكويت ، وقاموا بتوزيع الكمامات والمطهرات مجاناً ، فضلاً عن دورهم في نشر التوعية والوقوف يداً بيد حتى يتخطى وطننا الحبيب هذا الظرف الصعب.
هذا فضلاً عن التزام الأفراد وتقيدهم بالتعليمات الموصى بها من قبل وزارة الصحة مما يدل على نمو حس المسؤولية المجتمعية ، فجميع الأفراد الذين طلب منهم الحجر المنزلي والتزموا به كانوا على قدر تلك المسؤولية حرصاً على صحته وسلامة أسرته، إضافة إلى العاملين في قطاع الصحة الذين تجندوا على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح.
فنتيجة لسرعة الاستجابة، كان وطننا الحبيب من أولى الدول التي اتخذت الإجراءات الحازمة والصارمة والواقية للحد من انتشار هذا الفيروس القاتل، وبذلك كان لنا في كورونا العديد من الدروس المستفادة ، فعلمتنا ضرورة التكاتف لأننا جميعاً في بوتقة واحدة، كما تكاتفت كافة مؤسسات الدولة ومختلف أجهزتها والعمل كخلية واحدة حتى نتجاوز الأزمة، كما تكاتف أفراد الشعب مع السلطات حتى تتاح الفرصة لهم بالعمل وتطويق الوباء بشكل فعال، ونلتزم بالاستماع المطلق لما يصدر عن السلطات المعنية الحريصة على مصلحة الجميع والمزودة بالمعلومات الصحيحة والدقيقة في كل مرحلة من مراحل تطور الأزمة دون الالتفات للشائعات.
وأخيراً هذا ما عهدناه عن أهل الكويت من التلاحم في وقت الأزمات والشدة التي تزيدهم قوة وتكاتف وحافظاً على وطنهم ، فالكويتي سيفٍ مجرّب ، وسجل يا تاريخ…