لم أجد عنوانا لمقالتي هذه أفضل من أن يكون مستوحى من مقالتي السابقة ” نحن نستحق التقدير ” التي نشرت سابقا على نفس هذه الصفحة بجريدتكم الغراء، وخاصة في ظل تزايد الحملات والمجموعات واللجان الوطنية التوعوية التي يقوم بها شباب كويتي مبدع.
إن المرء يشعر حقا بالفخر والاعتزاز عندما يتمعن مثلا بروعة الهدف من وراء حملة ” اقسم ” مثلا، بما تحمله من أهداف جميلة ومبادئ إيجابية أجمل، تحثنا جميعنا على المحافظة على شمعة المبادئ الأساسية التي تبث فينا دوما الروح الوطنية.
هذه الحملة التي جاءت بمجهود رائع من شباب كويتي محب لوطنه دون دعم من أحد، تكللها أفكار هي وليدة عقولهم النيرة، ونستشف جميعنا من بين ثنايا جهودهم الجبارة مدى حبهم وإخلاصهم للوطن.
ولا يمكننا إلا أن نذكّر بنجاح الجهود التي بذلتها مؤخرا مجموعة ( متطوعون من أجل الكويت ) وتحت شعار إعلامي توعوي هادف على لسان أطفال الكويت وهم يناشدون كبارها ( مستقبلنا بأيدكم لا تضيعونه )، في حملتها استعدادا للانتخابات النيابية التي جرت مؤخرا، التي استهدفت تحقيق مشاركة شعبية فعالة في يوم الاقتراع، والحث على حسن اختيار المرشحين لتمثيل الشعب في مجلس الأمة، وتمكين المرأة من الفوز بعدد من المقاعد النيابية.
وقد كان آخر تلك الأنشطة يتمثل بإقامة مهرجان الكويت الرابع للبيئة “الكويت للجميع لنحافظ عليها” تحت شعار “بيئتنا… حبيبتنا” ، كونها مبادرة نبيلة لتعزيز الحس الوطني وإبراز أهم قضايا البيئية، ورفع مستوى الوعي الثقافي البيئي في المجتمع الكويتي، ولا بد من الإشارة هنا لدور كل من فريق العمل المتطوع من الجمعية الكويتية لحماية البيئة ونادي الشباب البيئي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وغيرها من الجهات المشاركة بتنظيم هذا المهرجان السنوي الهادف لإبراز دور المساعي الحكومية بشتى المجالات، خصوصاً في مجال البيئة على المستويين المحلي والعالمي، حيث أصبحت الكويت أولى الدول العربية التي قامت بتطبيق توصيات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية التي تطالب بتثقيف أفراد المجتمع بالقضايا الدولية، وتساهم في زيادة الوعي الثقافي لدى المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة لإبراز رسالة الكويت النبيلة إلى العالم في هذه القضية المهمة، وغيرها الكثير .. الكثير من الأنشطة والفعاليات . إن كل هذا يؤكد حقا على أن قافلة المبدعين الكويتيين مستمرة في إبراز كوكبة تلو الكوكبة من النوابغ الذين يمتلكون حسا وطنيا رفيعا، في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والعلمية. ونأمل من الجهات المختصة في الكويت ومن القطاعين العام والخاص الاهتمام بهذه الفئة المبدعة لمزيد من العطاء، الذي سيرفد تنمية المجتمع، ويصب في النهاية في صالح الوطن والمواطن.