حذاري هالمرة …. وانتخب صح بقلم: غنيمة حبيب جريدة السياسة: ٢ سبتمبر ٢٠٢٠
مع كل مرحلة انتخابات برلمانية نتطلع إلى النواب الذين قمنا باختيارهم وقدمنا أصواتنا لهم حتى يمثلونا تحت قبة البرلمان، أن يحققوا آمالنا وطموحاتنا ويحولوها من مجرد أحلام وأماني إلى حقيقة معاشة على أرض الواقع ، خاصة بعد هذا التراجع الكبير في السنوات الأخيرة في الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والتنمية والإسكان والبطالة وغيرها من الأمور التي أصبحت واضحة للجميع ولا داعي هنا لذكرها، فهي تتكرر على مسامعنا يومياً مراراً وتكراراً وحفظناها عن ظهر قلب وسئمها المواطن. فالنائب الذي يمثل المواطن تحت قبة البرلمان هو صوته الذي يجب أن يعلو بحقوقه ويحارب من أجل رفعة وطنه، وما يحدث في كثير من الأحيان أن يخذل هذا المواطن من قبل النائب الذي وثق به، فالنائب قد يكون قد انشغل إما بمصالحه الشخصية أو التوازنات السياسية التي ألهته سهواً أو عمداً عن المهمة الرئيسية التي انتخب من أجلها، وخاصة بعد ما شهدناه في يوم 18 فبراير 2020 من أحداث مخزية لبعض النواب تم فيها التشابك بالإيدي والشتم تحت قبة مجلس الأمة والتي فطرت قلب كل من يسكن أرض الكويت، وذكرتنا بأحداث مضت عليها سنوات في 16 نوفمبر 2011 من اقتحام المجلس في يوم الأربعاء الأسود ، وما نشهده مؤخرا وما أثير من جدل حول الكثير من التجاوزات التي تعود إلى بعض الأفراد والفساد الذي أصبح مسموعا ومرئيا ولا يمكن إغفاله من قيام بعض الشخصيات من غسل للأموال ، كل ذلك مما دمر الوطن.فمن هو الملام على كل ذلك، ومن السبب في التراجع لأداء أعضاء مجلس الأمة، أهم الأعضاء أنفسهم، أم المواطن الذي قدم صوته وانتخبه؟ فالناخب عليه أن يراجع حساباته ، ويتيقن من قدرة المرشح الذي انتخبه على تنفيذ ما قطعه على نفسه من وعود ولو على جزء منها سواء بتطبيقها أو السعي لتنفيذها، ويحاسبه على تقصيره إن أصبح نائباً، ووجب عليه أن يفكر ملياً فيتلك الوعود والبرامج من حيث كمها ونوعيتها، وكذلك التفكير ببصيرة وبُعد نظر عند تحديد خياره الانتخابي، هذا الخيار الذي يجب أن يفيد الوطن، فيقدم مصلحة الوطن على مصالحه الفئوية والشخصية، فالوطن أكبر من كل فئة.إن رسالتي موجهة للمواطن نفسه،الذي قدم صوته وقام بالانتخاب، ولدوره الجوهري في هذه العملية الانتخابية، فبحسن اختياره لممثله يحارب الفساد بكافة صوره وأشكاله، ويساعد على تنمية وطنه وتطويره، فهو صمام الأمان وهو من يحدد مصيرها.ولتسترد الكويت لقب عروس الخليج، تحتاج منك أيها المواطن أن تكون عينك على الوطن، فالكويت لمن أحبها، والتغيير يبدأ منا كأفراد، فلنحذر ونحسن اختيارنا،وننتخب هالمرة..صح. g.h.karam@hotmail.com