الانترنت

عالم (الإنترنت) أو هذا الاسم الذي أطلق على عالمنا اليوم، فأصبحت صفة الأمية والجهل لا تطلق على من لا يعرف القراءة والكتابة فحسب، أنما أصبحت تطلق على من يجهل لغة هذه الآلة، فالإنترنت إحدى البوابات المؤدية لعولمة واسعة الآفاق، إذ جعل الإنترنت من العالم مجتمعا واحدا منفتحا  على بعضه البعض، أو كما قيل أصبح العالم عبارة عن  قرية  صغيرة واحدة، فما هو هذا العالم المستحدث.

الانترنت:  شبكة عالمية من الحاسبات الآلية وبينها شبكة المنطقة المحلية، وتحتوي على حاسبات آلية موصلة مع بعضها في مبنى لخدمة شركة من الشركات، كما تحتوي على شبكات منفصلة وموصلة مع بعضها البعض حول العالم، فأصبح المستخدم يستطيع الاتصال بكل مكان يريده من العالم في ثواني معدودة، ويمكنه من خلال تلك الشبكة الحصول على إجابة عن أي سؤال يراوده، دون أن يكلفه ذلك الكثير كما في الوسائل الأخرى مثل الفاكس أو التلفون.

 

الأعمال التي يمكننا القيام بها على الانترنت:ـ

1.      تبادل البريد الالكتروني.

2.      تصفح المستندات.

3.      نقل لمعلومات من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق بثواني.

4.      المشاركة في مجاميع النقاش ومنتديات الحوار وتبادل وجهات النظر.

5.      تقديم معلومات وخدمات في شتى مجالات المعرفة.

 

مزايا الانترنت:

1.      توسيع آفاق المعرفة عند المستخدم، إذ يتعرف على الأساليب العلمية الحديثة والمتطورة منها في البحث عن المعلومات.

2.      التعرف على آخر ما توصلت إليه التجارب والأبحاث في جميع المجالات العلمية.

3.      تستعمل في العمليات والصفقات التجارية لرجال الأعمال.

4.      معرفة أخبار العالم بسرعة فائقة.

5.       إتاحة الفرصة للاتصال والتعارف بين الأفراد معا، وبين الأفراد والجهات بأسرع وقت ممكن.

6.      أسرع وسيلة معرفة وتعليم مما تحمله من معلومات فكرية وثقافية ويمكن من خلالها التقاط المعلومات في شتى المجالات.

ويحمل الانترنت أكثر من 5 ملايين خدمة، منها 000ر330ر1  خدمة في المواقع التعليمية، و000ر750ر1 خدمة في مواقع عسكرية، و000ر300ر1 خدمة للأعمال والمواقع الشخصية، وقد كان مستخدمو الانترنت في تزايد مستمر، ففي عام 1988 زاد بمعدل 6% شهريا تقريبا، حتى وصلت النسبة إلى 100% من سكان العالم.

 

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما مدى استفادتنا من هذه المزايا؟

هناك عدة دراسات أجريت على هذا الموضوع وخرجت النتائج غير مرضية، 1% من مستخدمي الإنترنت هم المستفيدون الحقيقيون من هذه الثروة (من فئة المثقفون والباحثين) و90% من تقتصر استخداماتهم على مواقع معينة مثل المحادثة،التسوق، والمواقع الإباحية..

 

غباء المستخدم  العربي:

قرأت في جريدة الحث موضوع بعنوان “وده الإنترنت”، فشدني الكاتب بما وصفه بالغباء الإنترنتي للمستخدم العربي، وكيف أن الغبي وجد بالإنترنت فرصة للتنفيس عن أفكار مريضة ورغبات مكبوتة، مثال:

 

1: قناة المحادثة (الشات):

بهذه القناة يستطيع المستخدم الاتصال بصديق له أو التعرف على صديق جديد، ويجلس لساعات يتبادل معه أطراف الحديث بموضوع أو مشكلة، أو قد يكون عن مسألة بمادة دراسية يصعب على أحدهم حلها، أو مناقشة موضوع علمي أو ثقافي معين، ولكن بقدر ما لهذه القناة من مميزات إلا أن بعض مستخدميه العرب لا يقومون بما هو مفيد، بل على العكس من ذلك نراهم يستخدمونه لتبادل الأحاديث التافهة والكلمات البذيئة، وقد تستخدم تلك القناة للتعارف المحرم وغير شرعي.

 

2. القنوات الإباحية:

وهذه القنوات أصبحت تهدد أبناءنا الأطفال والمراهقين، فها هي الصحف تنشر يوميا تقريبا عن فضائح مقاهي الإنترنت، وكيف ساهمت بالدرجة الأولى بانتشار الجنس وممارستها (عمليا أو عن طريق ممارسة العادة السرية) في كبائن خاصة بالمقهى، ففي 11/5/2002 نشرت جريدة الرأي العام فضائح مقاهي الإنترنت بهذا الخصوص، التي كانت نتيجة لبعض المداهمات المفاجأة (الكبسات) التي قامت بها وزارة الداخلية على عدد من مقاهي الانترنت، وقبضت على مجموعة من الأطفال من عمر 10 سنوات يمارسون هذه العملية وهم يشاهدون هذه القنوات المخلة للحياء، بالإضافة إلى أن الإنترنت سهل بين المستخدمين ضرب المواعيد وعرض للهواتف والأسماء بطريقة حية دون رقيب أو حسيب، مما أدى ذلك لزيادة انتشار هذه الظاهرة.

وكانت  هذه القنوات من جانب آخر فرصة ثمينة لذوي النفوس الضعيفة والحاقدة للانتقام، فكثيرا ما تعرض صور لنساء وكذلك لرجال استغلت فيها أسماءهم وأيضا صورهم بأنهم يدعون فيها إلى الجنس، وبها يدفعون بيوتهم ومستقبلهم الوظيفي وحياتهم الاجتماعية ثمنا لهذه الأحقاد. (الفقرة غير واضحة من حيث المضمون)

 

وهناك أيضا لهذه  القناة عيوب أخرى منها:

 

  • 1.      ابتعاد المستخدم عن واقع الحياة نحو عالم الخيال، وذلك عن طريق سهولة كذبة، وقد يتصنع بكلماته حتى يتخيل بأنه بغير شخصيته الحقيقية.
  • 2.      الوقوع في المحرمات، وذلك عن طريق انتشار ظاهرة الصداقة بين الجنسين، مما يؤدي إلى التفكك الأسري ويتيح الفرصة للخيانات الزوجية.
  • 3.      كثرة جلوس المستخدم على الجهاز يبعده عن التعبد والمطالعة والتأمل بخلق اللـه.
  • 4.      يساعد لإنترنت على ضحالة الفكر والخمول الفكري، حيث أنه يتلقى المعلومات دون التفكير بها أو السعي للحصول عليها.
  • 5.      يؤدي إلى الانفتاح الفكري الثقافي والإعلامي المطلق دون وجود تحصين ذاتي إلى نشر الإباحية وفساد الجنسي والشذوذ والمخدرات.
  • 6.      يؤدي إلى الاندماج العالمي وفقدان خاصيات الأمم وضياع أصالتها وقيمها وأخلاقياتها.

 

الأسباب الحقيقية لانتشار سوء استخدام الإنترنت:

 

  • 1.      وسائل الإعلام والجهات المختصة المسئولة عن الرقابة على هذا لنوع من المقاهي.
  • 2.      بعد الوالدين عن أبناءهم وعدم متابعتهم وتوجيههم.
  • 3.      الفراغ الذي يشعر به الشباب.
  • 4.      أصدقاء السوء.
  • 5.      توفر المادة والترف.
  • 6.      ضعف الوازع الديني.

 

سبل القضاء على سوء استخدام الإنترنت:

 

  • 1.      على المسئولين تشديد الرقابة على هذه المقاهي، وكذلك على جميع الشبكات إباحية، كما يجب سن قوانين صارمة للمخالف.
  • 2.      يجب على الوالدين تخصيص جزء من وقتهم للجلوس ومشاركة أبناءهم في ممارسة هواياتهم ليتسنى لهم متابعتهم وتوجيههم.
  • 3.      عدم المبالغة في تدليل وتوفير المال للأبناء دون التحقق من الجهات التي تصرف بها.
  • 4.      معرفة أصدقاءهم وأخلاقياتهم ومستوى أدبهم وثقافتهم.
  • 5.      اصطحابهم للمساجد والحسينيات حتى تتقوى روحانياتهم ويمنعهم من الانحراف.
  • 6.       تفعيل دور الخطباء وأئمة المساجد وابتكار أساليب جذب حديثة تحبب الشباب في هذه الأماكن.
إحصائيات مهمة:
 
 

ـ 25% من هؤلاء ضحايا عرضت عليهم صور جنسية.

ـ هناك 12 قضية فضح لفتيات كويتيات على الانترنت منظورة أمام المحاكم الكويتية لعام 2000.

          وأخيرا، لا شك بأن الإنترنت كغيره من مخترعات العصر الحديث الذي يتميز بتفاوت الفائدة بين الإيجابية والسلبية، نظرا لطبيعة المستخدم، غير أن الإنترنت فاق كل تلك المخترعات من حيث إتاحة الفرصة للتواصل بين أفراد وجهات العالم كافة دون استثناء، وهو الأمر الذي يلح علينا جميعا أن نقف للحد من التأثير السلبي على النشء بشكل خاص، ليس بمحاولة الحيلولة دون استخدامهم للإنترنت، بل بممارسة كل الأفراد والمؤسسات لدورها الذي يميله الدين والوطن في توعية كافة الفئات من أخطار الانزلاق خلف تقبل الإنترنت دون تحصين يقينا جميعا من شره.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *