تحاول بعض المجتمعات الغربية منذ قرون وبشتى الطرق تدمير الدول الإسلامية وتفكيكها، فأنشأت لهذا الغرض العديد من المدارس والمراكز والجامعات لدراسة نقاط الضعف عند المسلمين، حيث توصلت الى أن أقرب طريق لذلك هم صناع القرار من قادة ومفكرين ، فدسّ بينهم مفكرين ذوي ثقافة وأفكار شيطانية، وزينت لنا ذلك تحت ستار المدنية والتحضر وحرية الرأي والفكر، حتى غدونا دولا متواكلة مليئة بالويلات والمآسي يتغلغل التخلف فيها ومحتلة فكريا وثقافيا وقد بان فيها ذلنا وضعفنا، بعد أن كنا دولا قوية بتراثها الثقافي والفكري وخزانها السياسي البشري على مختلف الأصعدة وفي ميادين شتى من العلوم والمعرفة ، كل هذا رغم تعدد الآراء واختلاف التوجهات، حتى أصبح حقنا المشروع في الدفاع عن أراضينا خاضعا لشروطهم، وإلا كنا بنظرهم دولا إرهابية!! فأي ذل أكبر من ذلك ؟!
ولأننا على يقين بأن صناع القرار هم الأداة التي من خلالها استطاع الأعداء غزونا من داخلنا، كان علينا التنبه لحسن اختيار تلك الفئة المؤثرة ، وتحديد الصفات التي يجب أن تتوفر فيمن نوكل اليهم أمرنا والتي من أهمها الولاء للوطن وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، مدعوما بقوة البصيرة وبعد النظر والحكمة باتخاذ القرارات السليمة وذو سيرة ذاتية حافلة بالعطاءات في مجال التنمية والتطوير ، يؤمن بتعدد الآراء وعدم الإنفراد بالقرار وعدم التعصب لخط أو مذهب ، فلا شك بأن مثل تلك الشروط إذا ما توافرت بصانع القرار كان جديرا باتخاذ القرارات التي تنتشل الأمة من كبوتها، فالعامة من الناس بحاجة إلى من يرشدهم لما يواجهون من تيارات الخير أو الشر التي تتجاذبهم هنا وهناك ولما يعيشون به من أجواء مملوءة بالفتن، كما يجب على من نختاره لصنع قراراتنا أن يعمل على فك الأغلال النفسية والتحرر من الأغلال الاجتماعية ويلتزم العمل الصالح سبيلا لإعلاء شأننا وقيمنا من خلال تبنيه للطاقات الشابة المثقفة والاستفادة من أفكارها الحديثة.
ولو أسقطنا ما ذكرناه سابقا على الكويت، فإننا نكاد نلحظ أمثال هؤلاء من صانعي القرار وهو كالورم السرطاني الذي يستشري في جسد المجتمع ، مما يحتم الواجب علينا ككويتيين المساهمة في توفير كل الدعم للثروة البشرية الوطنية الشابة من الرجال أو النساء في سبيل تحقيق الشروط الملائمة لوصول العناصر الوطنية المخلصة إلى قاعة عبدالله السالم والتي تتوافق في مفاهيمها وقيمها السياسية مع مصلحة الكويت أولا، وأن لا نتقاعس عن بذل كافة الجهود التي يمكن أن نوفرها من أجل إنجاح هذه العناصر ليتكاتفوا لإعلاء شأن الكويت، ولكي نقف بالمرصاد للعناصر التي تتستر بعباءة الوطنية وترفع شعارات براقة كالإصلاح والتغيير وهي في الواقع أسيرة لأجندات خارجية لا تهمها مصلحة الكويت ولا تراعي خصوصيتها. وأملي بالله كبير بأن ما نعانيه من توتر سياسي في الكويت سيزول، ينبع ذلك من ثقتي بأن الشعب الكويتي واع لمطامع هؤلاء الساسة المسيرين، فبعزيمة الشباب وخبرة الرموز المخلصة المطالبة بوضع آليات لمكافحة الفساد، والتي من أهمها ترشيد العلاقة بين السلطتين وترشيد العمل السياسي على مستوى القوى السياسية، من خلال طرح الأفكار على صناع القرار في البلد المطالبون بتدارك ما آلت اليه أمور الفساد والاستفادة من الخبرات والعقول الكويتية المتابعة لهذا الشأن، والحريصة على ان تضع التصورات والحلول للمشكلات التي نعانيها ليس فقط على مستوى مكافحة الفساد، وانما للعديد من القضايا السياسية والاجتماعية الأخرى.