لم تكن دورة كأس الخليج العربي الثالثة والعشرون دورة عادية، بل كانت دورة استثنائية بكل المقاييس والمعايير والظروف، ولم تكن الكويت تطمح من خلالها للحصول على كأس البطولة، فمجرد قيام الدورة كان يمثل هدفا استثنائيا هاما بالنظر لما يشهده خليجنا العربي من متغيرات تعصف باللحمة الخليجية وتهدد تماسكها.
لله درك يا كويت ولله درك يا أميرها، كيف استطعت أن تجمع الأخوة الفرقاء بعد أن بدا للعالم بأن التقاءهم أمرا مستحيلا! وكيف لي أن لا أكون فخورة بأميرنا حفظه الله ورعاه! كيف لا أعتز بمصدر فخرنا واعتزازنا، حكمته ورؤيته وقدرته على استشراف الغد الذي عجز عن رؤيته الآخرون، فبدا لهم بأن التجمع ضربا من الخيال، وحلما يكاد يشق عنان السماء، فيما أثبت بأن الإيمان بالحق والمنطق الذي يفرض الإحساس بالنبض وبالدم الذي يجري في عروق الأشقاء أقوى من أي خلاف.
لقد قدم لنا أميرنا حفظه الله ورعاه هدية وقدم لنا واقعا من حلم يراود شعوب دول الخليج، فعمل أولا على إعادة الكويت لمكانها الطبيعي بين دول الإقليم ودول العالم بعد أن دام الانقطاع عامين من الحرمان من ممارسة الأنشطة الرياضية والمشاركة في التنافس من غيرنا من الدول على كافة المستويات، وجاءت استضافة دورة كأس الخليج في ظرف أيام قليلة كانت تشكل تحديا كبيرا ليس لبلد بحجم الكويت، بل كانت تحديا لأي بلد مهما بلغت إمكانياتها.
سمعا وطاعة قال شباب الكويت وشيبها حين لبوا نداء الأمير ودعوته لتكاتف الجهود ووصل الليل بالنهار لتظهر الكويت وطنا لنهار لا ينتهي، وبلد لقوم يعشق التحدي ويتطاول أمام الصعاب ولا يسمح لليأس بأن يتسرب إلى النفوس، فطالما كان المستحيل ليس كويتيا وطالما كان الكويت يسمو بمجده وهمم أبنائه.
أقف حائرة في لحظة الانتصار وقدرتنا التي ظهرت على قهر الظروف لمن أوجه التهنئة، لأمير لا ينفك يؤكد على أهمية الوحدة الخليجية، أم لشعب يقدر المسئولية ويكون على قدرها مهما بلغت التحديات، أم لشعوب دول الخليج الذي بعث فيها الأمل، لكم جميعا أقدم التهنئة وأبارك الجهود.
ومع كل ما قلت أشعر بأن شيئا لم يقل بعد، لك يا سيدي لم تعد الكلمات تكفي لوصفك، لك يا أميري وأميرنا نقول شكرا من القلب يا أمير الأمل.