لاشك أن انتشار فيروس كورونا في أنحاء دول العالم، وتصنيف منظمة الصحة العالمية له كوباء رسمياً، واتخاذ دولة الكويت الإجراءات الاحترازية العديدة بشأنه .. والتي عممتها الدولة لحفظ السلامة العامة و تفادي انتشار الفيروس والحد منه لتتمكن من السيطرة عليه ، هذا كله بحاجة إلى المتابعة الحثيثة والمسؤولية العالية.
مما يدعونا ذلك إلى أخذ الحيطة والحذر والحرص على اتباع التعلميات الصادرة من وزارة الصحة والمحافظة عليها ، والتنبه إلى خطورة هذا الفيروس كونه جديد ولم يُعرف له العلاج بعد ، ولكن لا يدعونا إلى الخوف والهلع بشكل مبالغ فيه.
فما نشاهده ونسمعه هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي من تناقل الأخبار غير الموثقة ، ونشر للشائعات المضللة وغير الصحيحة، ونقل للمعلومات الخاطئة، هي صور مبالغ فيها وتزيد من حدة المشكلة وتساعد على تأجيج روح الطائفية والعنصرية بين أفراد المجتمع الكويتي والذي لم نعهده سابقاً من شعب مسالم وطيب ومحب للناس ولشعوب العالم أجمع، وخطرها أشد من الفيروس نفسه ، وذلك لما تحظى به تلك الوسائل من الانتشار الواسع عبر المواقع الالكترونية، فكلمة واحدة فقط من شأنها إقلاق حياة المواطنين والمقيمين وقلبها رأساً على عقب.
فواجبنا كأفراد هو اتباع التعليمات والإرشادات والتصريحات التي تنقلها لنا الجهات الحكومية الرسمية ووزارة الصحة سواء عبر التلفاز أو الإذاعة أو الصحف الرسمية، والأخذ بتلك التوجيهات والعمل بها وتطبيقها وعدم تجاهلها حتى نحقق السلامة والحماية لشخصنا ولأهل بيتنا من جهة و تحقيق الصالح العام من جهة أخرى ، ولا نساهم في نشر المعلومات غير المؤكدة حتى لا تسبب آثار سلبية وبلبلة بين الناس ، وأن نلزم بيوتنا ولا نخرج منها إلا للضرورة حتى نحمي أنفسنا وبذلك نحرص على الآخرين و نحفظ وطننا .
نحن بحاجة لضبط النفس والأخذ بالأسباب والتوكل على الله تعالى ، فكل شيء يبدأ كبيراً ، ثم يأخذ في الانحسار، هكذا الحال مع فيروس كورونا فهو كغيره من الفيروسات (جنون البقر ، انفلونزا الخنازير والطيور ، سارس .. إلخ ) التي أرقت العالم في وقت من الأوقات، وأخذت دورتها الطبيعية حتى تمكن الطب من إيجاد الدواء الناجع لها، فالوقت سيمضي والحياة ستستمر والقرار بيدك باختيار كيف ستمضي…
اللهم احفظ الكويت وشعبها وكل من عليها من كل شر وداء وبلاء .