لا للتجميل … لرفع الحظر وكسر المحظور
بقلم: غنيمة حبيب جريدة السياسة: ٢٤ اغسطس ٢٠٢٠
إن ما نعيشه اليوم من التنوع في أدوات التجميل لتحويل العديد من التجاوزات في القيم والأخلاقيات وتزيينها للوصول بها إلى درجة الأمر الاعتيادي والمألوف الاجتماعي، هو نوع من دس السم في العسل والترويج لقبول وتجميل الخطأ .وهو ما شهدته الأيام القليلة الماضية من كسر للمحظور وتجميل لوجه المحتل الإسرائيلي وشرعنة لوجوده وإلقاء القضية الفلسطينية في مهب الريح ، وذلك بالتسابق في الساحة العربية تجاهه ورفع هذا المستوى من العلاقات السرية معه إلى العلنية ، اعتقادا خاطئا من تلك الدول أنه سيؤمن لها الحماية من عدو وهمي غير موجود إلا في أدمغة حكامها، وما سبقها من تمهيدات قامت بها الأجهزة الإعلامية بسرد الكثير من القصص والوقائع التي قد تصل في بعض الأحيان إلى استغفال العقول والاستخفاف بها بحيث قدمت بمقدمات لا تتوافق ، من أجل تبرير خطوة غير مقبولة وغير منطقية وجعل العلاقة معه أمرا طبيعيا من خلال مسلسلات درامية مروجة للتطبيع ، متناسين هذا العداء الوجودي الذي لا مجال فيه للتعايش مع هذا الكيان الغاصب الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية.فالتطبيع مرفوض بكافة أشكاله وصوره لما له من اعتبارات أخلاقية وفكرية منافية لمبادئ العدل والحق الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني اتجاه المحتل، ومؤكدين على موقف دولة الكويت الراسخ الثابت الرافض للتطبيع العصي عليه بكل أشكاله ومناحيه، موقف مشرف محل فخر واعتزاز ومعبر عن ضمير الأمة ، والذي يؤكد صلابة الموقف الكويتي بأنه قرار شعبي ورسمي نابع من قناعة تامة رافضة للاحتلال الإسرائيلي والمؤيدة للقضية الفلسطينية .هذا الموقف يؤكد على أن مصير الدول العربية واحد ومصالحها مشتركة وخصمها واحد ، داعيا إلى إعادة النظر في الخطوات التطبيعية التي تم اتخاذها من قبل بعض الدول بإعادة الاعتبار إلى القضية العربية الفلسطينية ، وموضحا أيضا لمخاطر التطبيع والمطبعين، فها هي غزة تقصف ولا نسمع صوتا عربيا يشجب أو يستنكر.نحن أحوج ما نكون لحماية أنفسنا وأبنائنا من تلك المخاطر بترسيخ القيم والأخلاق في أذهان الناشئة ، ووضع اللبنة في مكانها الصحيح وبالتربية العقدية المتزنة لبناء الضمير الإنساني الذي يميز الخطأ من الصواب، لضمان سلامة التفكير وحماية وتحصين للعقول في زمن اختلطت فيه الأمور، فالصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر.والذي لا يمكن أن نحققه من دون تكاتف الجميع تربويا وأسريا وإعلاميا ومجتمعيا حتى يصبح لا مكان لعمليات التجميل وأدواته لكسر المحظور والتلميع للتطبيع ورفع الحظر عن إسرائيل الذي اعتبره البعض أمر حتمي لابد منه في هذه الفترة .