هو .. تجربة صراع مع الحياة .. من أجل الحياة ، لا يقتل دفعة واحدة بل يدمر المريض يوماً بعد يوم ، مرضاه لا يعانون من المرض في حد ذاته ولا من نار العلاج بقدر ما يعانون من الألم النفسي باليأس وفقدان الأمل بالشفاء .
السرطان ليس مجرد مرض بقدر ما هو حكاية .. يعيشها المريض بين التعب والمعاناة .. بين السهر والألم .. بين اليأس والأمل ..
إنها إرادة ومشيئة رب العالمين لامتحان الصبر ، فهي منحة لا محنة من الله ليختبر عباده ومدى صبرهم وتحملهم وشكرهم له على كل حال ، ومدى قدرتهم على تخطيها.
عشت مع ابني الغالي هذا الصراع مع الحياة من أجلها لحظة بلحظة ، وبرغم ما واجهه ومرَ به من لحظات صعبة ، إلا أنه استطاع أن يتخطاها بفضل قوة إيمانه بالله تعالى أولاً ، وبفضل ما وفرته دولتنا الحبيبة الكويت من مراكز صحية لعلاج مرض السرطان وأخص بالذكر مركز يعقوب بهبهاني لزراعة النخاع ، الذي بإنشائه اكتملت عناصر المركز الكويتي لمكافحة السرطان مع مركز حسين مكي جمعة ومركز الشيخة بدرية جابر الأحمد الصباح ومركز فيصل السلطان للأشعة.
والذي تم تصميمه وفق أحدث المعايير العالمية وتزويده بالمعدات والأجهزة، فهو يحتوي على المجهر الالكتروني الوحيد من نوعه في دولة الكويت، هو مركز شامل متخصص ويعمل به أطباء مؤهلون تأهيلاً عالياً في مجال طب الأورام ، فهم يتمتعون بقدر كبير من سعة الصدر والمهارة على كيفية التعامل مع المرضى وعائلاتهم بنجاح متناهٍ ، واحتوائه وأهله بطريقة إيجابية تساهم في مساندته وتقبل مرضه، ورفع روحه المعنوية مما يؤثر نفسياً وجسدياً عليه.
وأخص بالذكر كلاّ من الدكتور عبد العزيز حمادة والدكتورة رشا عبد التواب، إضافة إلى الطاقم الطبي من الممرضات والممرضين والإداريين ، الذين استقبلونا استقبالاً أدخل التفاؤل إلى قلب ابني وقلبي كأم، فقد كانوا كبسولة الأمل التي أزالت الألم، وكانوا سبباً في طرد اليأس والحزن، بدّدوا كابوس المرض والخوف بالكثير من الاهتمام والرعاية بما قدموه لابني خلال فترة علاجه، وكأن ابني هو المريض الوحيد داخل المستشفى، واحتووه فأصبح يشعر بوجوده كإنسان يخطو كل يوم إلى هدف وأمل، أغدقوا عليه حباً لا يوصف.
وبالحب حققنا معهم النجاح بعلاج المرض … مراعين للجوانب النفسية التي تهم المريض أكثر من العلاج بالإبر والدواء ، وهذا دليلاً على مدى ما يتمتع به العاملون في المستشفى من تحمل للمسؤولية والشعور بأداء واجبهم المهني.
هذه باقة ورد وشكر أقدمها احتراماً وتقديراً لهذه المؤسسة الصحية ..
شكراً لإدارة المستشفى…
شكراً للفريق الطبي الرائع ..
شكراً للذين يقضون جل وقتهم في متابعة ومراقبة مرضاهم إلا لكونهم أُناساً قبل أن يكونوا أطباء.
شكر خاص لأهلي وأصدقائي لوقوفهم بجانبي والذين بفضل دعائهم وصلواتهم تخطينا المرحلة الصعبة. داعية الله عز وجل أن يوفقكم جميعاً ، وجزاكم خير الجزاء وجعلها في موازين حسناتكم .