إن الكويت وطن لا نعيش فيه فحسب، بل هو وطن يعيش فينا، مقولة وطنية نسمعها ونرددها دائما لما تحتويه من معاني الحب والعطاء والتضحية، فهي عبارة جميلة يجب أن نؤمن بها لنتمكن من ترجمتها إلى أفعال ومواقف.
على كل منا صغيرا كان أم كبيرا واجبات نحو رفعة شأن هذا الوطن، وأقولها هذا والحسرة في قلبي، والألم يعتصرني على ما يحدث في بلدي، فما أن نهم بعلاج أزمة حتى ننشغل بأزمة أخرى، متناسين ما سبق أن تداولوه بالنقاش وتركوه دون حل، فمن أزمة تعليمية إلى سياسية إلى تربوية إلى اقتصادية إلى أزمة بطالة…إلخ، وما أن ننتهي من استجواب حتى يطل علينا آخر، حتى صار الاستجواب غذاءً للإعلام، وتحولت الساحة السياسية إلى معركة أقل خسائرها استقالة الحكومة أو حل المجلس، ساحة لتصفية الحسابات لا مكاناً للمساءلة من أجل مصلحة الكويت وشعبها وأمور التنمية، وأصبح الشعب والشارع الكويتي عموما يتساءل بحرقة ويتألم حسرة على وصلت إليه الأمور لدى نواب الأمة ووزراء الحكومة.
كفانا ما ضاع من هيبة لهذا التراب الطاهر، وما ندفعه الآن ثمنا لهذا الضياع، فلا يعقل أن تلاقي القضايا الهامشية في مجتمعنا هذا الزخم الإعلامي الواسع، وتصل إلى حد التصادم بين السلطتين، بينما لا تجد القضايا الاستراتيجية والمهمة، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأمنية سوى الاهتمام البسيط. وهل تلك القضايا أهم من قضايا الإسكان والتعليم والمعيشة، خصوصا وأن شبح الأزمة المالية العالمية بدأ يخيم علينا وبدأت تداعياتها تؤثر فينا سلبا، مفسحة المجال لأزمات بطالة وكساد تجاري ومآسي اجتماعية لا يحمد عقباها، والآتي أعظم . في ظل ما نشهده حاليا من غيوم سوداء وغبار سياسي كاتم للصدر وللنفس ومن مزايدات غير مبررة من هنا وهناك، من هذا الوزير أو ذاك النائب، نتوجه إلى نوابنا ووزرائنا الكرام بالسؤال.. أين مصلحة البلاد التي تتغنون بها ليل نهار؟ بل أين ضمائركم؟ فكفانا مهاترات وغرقا في المصالح الشخصية، فما نريده حقا تغليب مصلحة الكويت على أي مصلحة أخرى، لننهض في مسيرة التنمية والبناء والنهضة. فمن للكويت ؟ ومن ينقذها ؟ من يتنازل لمن ؟ من يعتذر لمن ؟ وبانتظار الرد أقول عذرا لك .. يا كويت.