صن علمك… تحفظ مجتمعك …بقلم غنيمة حبيب … نشر فى جريدة السياسة 26يناير 2021
يعد العلم من أهم منجزات العصر، ومظهراً لحضارة الإنسان ورقيّه، فهناك من يستغله بشكلٍ إيجابي، فينتفع وينفع به، ممّا يؤثر إيجاباً على الفرد والمجتمع بشكل عام، وهناك من يستغله بشكلٍ سلبي وخطأ، مما يؤثر سلباً عليهما، ومن هنا راجت مقولة “العلم سلاح ذو حدين” التي قد لا يتفق الكثير مع صحة هذه المقولة، لما تحتاجه من الأدلة المنطقية والواقعية للتوضيح والتحليل لاثبات صحتها او دقتها، لهذا بتنا نرى الكثير من المتعلمين والمثقفين يقومون بخدمة البشرية بعلمهم ومعرفتهم، فاخترعوا وابدعوا بأفكارهم بهدف مساعدة الاخرين، فيما هناك مجموعة اخرى تقوم باستغلال علمها لتدمير البشرية.
أصحاب المجموعة الأولى يعتبرون إضافة إيجابية، فوجودهم مهم لتنمية المجتمعات من جميع النواحي حسب تخصصاتهم وعلومهم ومعرفتهم، فهم ثروة بشرية تتهافت الدول المتقدمة للاستفادة منها، وتوفر لهم جميع الأدوات التي تعينهم على تطبيق تلك العلوم، من منطلق ان العلم كان ولا يزال سببا في الارتقاء بالإنسان في شتى الميادين.
أما المجموعة الثانية، فهم الاشخاص الذين شيطنوا علومهم وأبحاثهم وتعمقوا فيها لدرجة إلحاق الضرر وإفساد النشء، قد يكون عن جهل بخطورة عملهم من جهة او ربما بحثا عن شهرة زائفة افتقدوها، حتى أصبحت وبالا على المجتمع والبشرية.
نوبل، مخترع الديناميت “على سبيل المثال” كانت غايته من اختراعه الاستفادة منه في أعمال المناجم والمواصلات لكن باختراعه صنع الديناميت للحروب والقتل والتدمير، فحاول في وصيته التكفير عن ذنبه وقدم جائزة نوبل للسلام التي تمنح سنويا من ثروته التي جناها من هذا الاختراع المميت.
لذا، فإن من واجبي التوجه بالقول لهؤلاء العلماء والمفكرين الذين هم محط تقدير واحترام الآخرين لما اكتسبوه من خبرات علمية وعملية، أن يراعوا الخصائص الدقيقة للمجتمعات المتباينة وأن يحافظوا على نقل وتطبيق ما تعلموه بما يخدم البشرية ويحافظوا على القيم والمبادئ الخاصة بمجتمعاتهم ويساعدوا على تنميتها، من أجل أن يستفيدوا ويفيدوا غيرهم بالشكل الصحيح بما يحقق المصلحة العامة ويعود على الجميع بالخير.
عندما نصون علمنا ونعرف ما لنا وما علينا نحصن بذلك أفكارنا وسلوكياتنا، ونحفظ بالتالي مجتمعنا وأفراده.