إن من يرى تفاعل الشعوب العربية والشعوب المسلمة التي تتفانى في للدفاع عن القدس والوقوف بوجه الظلم، أو يرى الشعوب الحرة تقف الساعات الطوال في الساحات والشوارع لتدافع عن الحق وتقول لا للباطل دون أن يشكل ذلك الرفض مصلحة خاصة يدرك أن قيمة الإنسان تتأتي من مبادئه ومواقفة الناتجة عنها.
لا شك بأننا جميعا نتطلع إلى هؤلاء الشباب الذين يواجهون المحتل بصدروهم العارية بأقصى درجات الإعجاب ونفخر بتضحياتهم التي يعجز عن تقديمها الكثير غيرهم، فهم يملكون مبادئ ثابتة لا يحيدون عنها، ويموتون في سبيل الدفاع عن ثوابتهم ومبادئهم.
إنها المبادئ التي غرست في نفوسهم وترسخت بقلوبهم، آمنوا بها فأعطتهم القوة وأمدتهم بالإرادة والشجاعة ونصرة الحق، ونبذ الباطل والوقوف بوجه الظالم مهما كان بطشه وقوته ومهما كان الثمن الذي يدفعونه.
وفي المقابل هناك من ينبطح للظلم ويذعن لمنطق القوة ويتملكه الخوف فلا يحتاج الظالم أن يسلبه حقه، فهو يبادربتقديم أعلى درجات الولاء والطاعة، ويضع كل ما يملك تحت إمرة الظالم، ويفعل كل ما يطلب منه مذعنا وذليلا.
وبين هذا وذاك كانت الحرية التي يمنحها المجتمع تحدد النسق الذي يسير عليه الأفراد في المجتمع، فالحرية هي الوسيلة أو الأداة التي تسمح للفرد بتكوين المبادئ وعدم التلون وفق المصالح أو وفق إرادة البطش والتجبر والظلم.
أتذكر ذلك فأحمد الله وأشكره على الحرية التي من الله بها علينا، وتطمئن نفسي بأننا أمام مستقبل لن يسمح بالظلم، فأبناؤنا تجرعوا الحرية ونشأوا على الديمقراطية، ولديهم الفرصة كما كانت لدينا ليمتلكون المبادئ السليمة المنحازة للحق والإيمان بها، وهو يجعلهم قادرين على رد الظلم عن أنفسهم ونصرة غيرهم من المظلومين.
أتذكر ذلك فأحمد الله وأشكره بأنه مّن علينا في هذا الزمن العصيب على الشعوب بأمير مؤمن بالحق وناصر للمظلوم، وأطمئن على مستقبل الكويت من غدر الغادرين، فلدينا كافة العناصر الطبيعية التي من شأنها أن تغرس في نفوس أبنائنا المبادئ وترسخ الإيمان في قلوبهم وحبهم للوطن، وتمدهم بالقوة للدفاع عن ترابه وشموخه، مؤمنين بالحق متكاتفين على رد الظلم كما كان أهل الكويت طوال السنين الماضية.
المبدأ أساس الموقف – مركز بغداد
[…] مارس ٤, ۲۰۱۷ […]